التخطي إلى المحتوى الرئيسي

استحضار الذات في الأرواح

 

استحضار  الذات في الأرواح

مقالي في موقعي اخبار الاردن واحداث اليوم الصورة منقولة 



نَازِحٌ مع حقائب الأحلام الى الغروب

وبحيراتِ النوارس ، والبجع

حيث الشهور تُكنى بالإنتصارات

والأعمار تَغزل الكتب والروايات

والريح تُدجن الطيور ، وتعتقل السحاب

والبحر يصطاد السمك والعواصف

والشمس تَخجل من لَفح الصغار

والحب شَرى الكلأ ومشاتل الأزهار

والقمر يصقل خاتم الحبيبة وجباه الجميلات

ونجمة الجنوب كل يوم تُنجب عيوناً من لآلئ براقات .

 

-2-

 

أسرد قصص الفنتازيا ، والتراجيديا السوداء

والكوميديا والتاريخ ، والمسرحيات .

وأعود مع المطر ، والآباء ، والخبز ، والإعياء 

فأَرمق بائعة المحطة المبللة بالقطرات

وهي تحمي بالمظلة الورق الأخضر

وحلوى العيد ، ولعب البنات .

أنتظر القطار في محطة الألوان والساعات

أختار مقعدي ، وأقرأ كتابي حتى أول نفقٍ 

يخفت الضوء مرةً ومرتين وثلاثة ؛ حانت وجهتي

لا أحداً سواي ، وطحالب الرصيف ، والسناجب

في درب سجاد ورق الشجر والحانات 

وكشك السجائر والمجلات

فيه تروي البائعة تغريبة أهلها الروهينجا

وأروي لها ذكراي الوحيدة مع جدي ووصاياه

وأرسم لون عينيه وشيب حاجبيه

وأسير حتى لحن سيمفونية موزارت

وبكاء  الطفلين وصياح أمهيما

وبيت الكلاب الكبيرة

وزجاجات الكولا الفارغة .

-3-

 

      

ساكنٌ أستحضر الألحان القديمة والأغنيات  

طَرِباً لشجن الناي ورقصة الحملان .

أُخضب الريش وعش الجوارح والذكريات

واليمام يسْتَلْهَبَ بذور الحقول والأمنيات

عاكفٌ  في صومعة التوبة ومحراب الذات

أُوْحَدُ راحلة الرمال المهاجرة ومدن الجليد

أُحْي مِنْوَالَ الغِزل وكرات الصوف

وصلصالَ القدور وحروف الأبجديات

وخضار حساء وليمة أمي الفلاحة

وريشةً ترمم جذور الطين المنسيات .

 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سي السيد و معركة ميلانو

سي السيد و معركة ميلانو مقالي في موقعي اخبار الاردن واحداث اليوم - الصورة منقولة  عذرا، فقبل البدء وكي لا أُتَّهم بالتحامل ،   أ نا لا أتكلم عن كل الرجال ولكن أقصد شريحة معينة إ سترعت إ هتمامي و إ ستفزت قيم الشرقي   فكان لا بد لي من ال إ شارة إليها من باب الحرص لا النقد. لاشك بأنَّ الثقافة المجتمعية والمعيشية تتغير مع متطلبات العصر، لكن لكل أُمَّة عادات ومبادئ يجب أ ن لا تُهدم بمعول الحداثة ولا تُداس بحذاء من يدًّعي محاربة التخلف.   أ ثناء معركة الفجر بين النور و أ خر بُقع الظلام في شارع (كورسو بينس آ يرس) في مدينة (ميلانو) ، ر أ يت إمرأة إ فرنجية في العقد الرابع من عمرها   تخوض معركة طاحنة غير معركة النور والظلام بل معركة لقمة العيش   كموظفه فها هي بدأت عملها بمعالجة   إ نسداد (منهل) للصرف الصحي ، ولا أ علم لماذا تذكرت وأنا أنظر بدهشة إ ليها   رائعة الكاتب المبدع   نجيب محفوظ   بين القصرين .   و أ عتقد جازما أن أغلب الرجال الذين شاهدوا أ و تصفحوا رواية نجيب محفوظ الشهيرة   ، أُعجبوا بشخصية سي السيد و أ...