ماجدة و الموناليزا
مقالي في موقعي اخبار الاردن واحداث اليوم - الصورة منقولة
في أحد ورش العمل
التي عقدت في باريس رتب لنا المضيف
برنامجا سياحيا , وفي أحد الأيام وأثناء
زيارتنا لمتحف اللوفر توفقنا أمام لوحة الموناليزا وسط حشد من الزائرين , عندها إقترب مني رجل ذو
ملامح عربية , تتعلق بيده فتاة كأنهما
عنترة وعبلة وسألني بنغمة تحارب
اللباقة أين الموناليزا ؟
وحين إلتفت’ اليهما رمق
عنترة عبلة بنظرة فيها سطوة الشرقي لتبدأ عبلة حشر ما تسرب من خويصلات شعرها داخل منديلها المزركش , فأجبته الموناليزا أمامك
فنظر الى اللوحة باستغراب , وما
كان من عبلة إلا أن
علقت بصوت فيه نبرة النصر
المبين أخبرتك وقلت لي إنها صغيرة
فرد عليها كل هذه اللوحات الكبيرة التي مررنا بها لا نعرف
عنها شيئا أيعقل أن الموناليزا بهذا الحجم أم هذه إنموذج لها ؟
لم يشكرني عنترة على
فك لغز الموناليزا بل حاول أن يضع نفسه حاجزا ليحجب طيف عبلته عني
, إلا أن عبلة تعلم قيمة إلتقاط
صورتها وعنترة بحضور الموناليزا , فما كان منها إلا أن تناولت هاتفها وخاطبت عنترة دعه يصورنا ,عندها أخرج عنترة هاتفه معيدا لعبلة هاتفها وقد إغتاظ وإكفهر وطلب
مني إلتقاط صورته وعبلة , وحفاظا على الوحدة العربية
وعدم إظهار الخلافات بحضرة الموناليزا وزائريها كظمت غيضي وحققت له رغبته عفوا رغبة عبلته .
وأكملت طريقي
ومن معي مهتديا بمنظمي الزيارة , وما
هي إلا دقائق حتى رأيت طيف عنترة وعبلة مجددا , فقلت في نفسي
لعل عنترة أحس بذنبه وسوف نغني معا الآن أوبريت
الحلم العربي , وكم كنت مخطئا فقد اضاعا المخرج وحين رأني عنترة إبتسم وإقترب مني قائلا كيف نخرج مخفيا عبلة وراء ظهره بعد أن أمرها بالمحافظة على مسافة الأمان , و عنترة لا يعلم أني مسير لا
مخير وأني لست ضليعا بالمخارج فقلت له إتبعني نخرج معا وسار بجانبي وعبلة خلفه تجتهد لإخفاء خويصلات
شعرها التي أعياها الصباغ .
وبينما نحن معا رن هاتفي مطلقا نغمة لإحدى
أغنيات السيدة ماجدة , إلا أن عنترة لم ينتظر
أن أنهي المكالمة وعلق : أغاني نانسي
جميلة فعلقت عبلة : لا إنها أليسا
فنظر إلي منتظرا تعليقي وفض الاشتباك لكني منشغلا بمكالمتي فإذا به يقاطعني بفظاظة ويسأل لمن الأغنية قلت له إنها للموناليزا , فأدرك عنترة أني ضقت ذرعا به .
حين خطب هشام بن عبد الملك إبنة التابعي سعيد بن المسيب لأبنه رفض و رد عليه العالم الجليل إن من سياسة هشام بن عبد الملك إلصاق الحاجة بالناس هذا المبدأ لازال ديدم
الكثيرين في المجتمع .
لأجل هذا نقش الأمريكيون على شاهد قبر رئيسهم
المغدور جون كندي (لا تسال : ماذا قدم الوطن لك ,بل إسأل : ماذا قدمت لوطنك ).
في بعض الظروف أنت مطالب أن تلبي ما يطلبه
البعض دون تذمر فحياتك كلها لا قيمة لها في ميزان ما يحتاجون دون أي فضل لهم عليك
إلا وحدة الدين أو اللغة أو الوطن أو القرابة .
تعليقات
إرسال تعليق