التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من 2021

نجم الاتجاه المعاكس وديمقراطية الحوار

  نجم الاتجاه المعاكس وديمقراطية الحوار    كم اشفقت على الرئيس الفرنسي حين صفعه أحد مواطنيه وحين رجمه أخر بالبيض ، ولكنه تحمل ذلك ولم يتجه مسرعاً نحو هذا أو ذاك بغية الثأر لنفسه بل واصل جولته بكل ثقة . اما نحن العرب ؛ فلم نجد مساحةً أو وسيلةً للتعبير عن غضبنا أو عن أفكارنا حتى في وسائل الإعلام ، والتعبير ليس بالضرورة أن يكون صفعةً توجه لهذا أو ذاك أو أن نضحي بثمن بيضة تمثل وجبة لفقير في زمن التضخم وجنون الأسعار.                               في عصر الاحتجاجات والمظاهرات تطورت أساليب تأليبها وتوجيهها تزامناً مع أساليب وأـدها حتى أن هذه الأساليب والأفكار تفوقت على جستاف لوبون ، فصار كتابه سيكولوجية الجماهير تراثاً ؛ كحال السيوف والرماح التي تسكن رفوف المتاحف وتُزين بها جدران البيوت ومحلات التحف .                       ...

حرر عقلك كي تكون سعيدًا

  حرر عقلك كي تكون سعيدًا مقالي في جريدة رأي اليوم              صدر منذ مدة كتاب الباحث الجامعي ادريس أبركان « حرر عقلك » ، وفي هذا الكتاب يسلط   الكاتب الضوء على كيفية عمل أدمغتنا من خلال عرض دراسات مختلفة تُوضح أننا قابلون للتلاعب من قِبَل الاخرين ، ويشرح أيضاً كيف يمكننا باستخدام أدوات الهندسة العصبية البسيطة أن نغدو أكثر حريةً ورضى عن حياتنا ، ويعتقد المؤلف أنه كلما عرفنا أدمغتنا بشكل أدق كلما ازدادت قدرتنا على استخدامها بشكل فعال ، لاسيما من خلال ترويض البيئة لتلائم احتياجاتنا الشخصية ، وكما يتحدث بإسهاب عن المدرسة   معتبراً أن دورها الحالي لا يتناسب مع علم الجهاز العصبي الحديث . وفقًاً للمؤلف ، يمكننا جميعاً أن نكون عباقرة ومتميزين ؛ فلكل منّا خصوصيته وهويته وموهبته التي يمكن صقلها بالمعرفة ، ويؤكد   الباحث أننا لا نحتاج إلى البدء بالدراسة مبكرًا ؛ فكل ما هو مطلوب للنجاح هو التعلم بأسلوب جذاب وممتع وعاطفي فكما يقول الرسام الشهير ليوناردو دافنشي « الحب هو مصدر كل المعرفة   » بينما إطاعة   التعليمات والقوانين ...

سبحة أبي

    سبحة أبي مقالي في جريدة ٍرأي اليوم  سبحة أبي لا أعلم كيف رُبط التدين بالسبحة وكيف تجسد هذا الربط في وجدان ثقافتنا ، ولكن بعد التحري تبين أن تاريخ السبحة ممتد الى عصر السومريين ، أما عن انتشارها بين العرب فالبعض نسبه للصوفيين في حين أن بعض التيارات الإسلامية اعتبرها بدعة . للسبحة قيمة معنوية تفوق قيمتها المادية ؛ ولكن هذا لم يمنع المبذرين من استخدام نفيس الجواهر والذهب لصناعتها إلا أن القيمة المعنوية تبقي هي الأثمن في عالم السبح والزهد .   كبار السن هم الأكثر استخداماً للسبح وغالباً ما يستعملونها وقد تبدو أحياناً من أهم مقتنياتهم ، لكن هذا الأمر ليس قاعدة ؛ فالبعض يستخدمها ليقود فرقة الدبكة وحين يلوح بها يدرك الحاضرون أنه قائد الدبكة وضابط ايقاعها.   كان أبي ــــــ رحمه الله ـــــ   يواظب على استخدام السبحة ويحرص كل الحرص عليها ؛ فهو لا يسمح لأحد أن يمسك بها ، وكنت أشخص حالته من صوت خرزات سبحته ، فإن كان صوت ارتطامها ببعضها قوياً ومتتابعاً أدرك أن مزاجه قد تعكر ،   أما إن كان صوت ارتطام تلك الخرزات متناسقاً ومنخفضاً أستنتج أنه مرتاح الب...

خيارات فرنسا بعد الغاء استراليا صفقة غواصاتها

مقالي في جريدة  رأي اليوم    خيارات فرنسا بعد الغاء استراليا صفقة غواصاتها شَكَلَت الثورة الصناعية الأولى نقطة تحول في تطور المجتمعات وظهور الدول الحديثة ؛ فلقد نَتَج عنها اضمحلال الإمبراطوريات الشاسعة المبنية على أساس وحدة الدين أو نقاء العرق كما تَفَاقَم على وقعها الصراع على مناطق المواد الأولية والأسواق الاستهلاكية حتى يواكب متطلبات ما يُطلق عليه   (Mass Production) ، ومؤخراً ساهم انبلاج فجر الثورة الصناعية الرابعة بإعادة رسم خارطة القوى وخلق أشكال تحالفات جديدة واليات مبتكرة في التنافس بين روادها . أنهك الاتحاد الاوروبي ترميم وترتيب البيت الاوروبي ، واستيعاب بعض دوله من الكتلة الشرقية ، وظن الكثيرون من علماء الاقتصاد والسياسية أن أوروبا ستكون القطب الجيد والمنطقي والأوفر حظاً لمواجهة الهيمنة الاقتصادية والعسكرية الأمريكية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي ، فأوروبا لا تنقصها القدرة التكنولوجية ولا الاقتصادية ولا حتى العسكرية ، ويميزها قربها الثقافي والتاريخي والجغرافي من الموارد في افريقيا والشرق الاوسط وكذلك من الاسواق الاستهلاكية الضخمة . لكن أوروبا استنفذها اق...

قانون الأراضي ومحسنات اللغة

  مقالي في موقعي ( أخبار الأردن ، احداث اليوم ) قانون الأراضي ومحسنات اللغة امتازت اللغة العربية عن غيرها من اللغات بالعديد من السمات التي جعلت منها لغة تُعطي بعض أفعالها رهبة وجمال ، ولقد ميز الله عز وجل اللغة العربية واجتباها لتكون لغة أخر الرسالات وتكون لغة أخر خطاب حمله الوحي من السماء الى الأرض ، واللغة العربية هي لغة المشاعر والحواس فيها المقابلة والمبالغة والتورية والطباق والجناس والسجع الى أخر محسناتها ونكهاتها التي كُتبت عنها المجلدات وكان التلاعب بألفاظها جوهر الطرائف ، وحكمة المُتقنين لها ولغة الاشارة بينهم . وفي حاضرنا تفوق العديد من الأصحاب الجيدين على أمه اللغة ، فاستنبط هؤلاء فن التورية والمقابلة   وغدا هذا الفن سبيلهم للعيش ، ومنهم من اختار الجناس والمديح ومنهم من اختار الطباق فخرجت هذه المحسنات اللغوية من الأدب وعلومه ودخلت في أدبيات وعلوم الاعلام والإدارة والتقاضي ومجالس البرلمانات على اختلاف أسمائها . وفي كل مرافق الخدمات التي تديرها الحكومة أو تمس الإحتياجات الحياتية الضرورية تجد على أبوابها الأصحاب الجيدين ، فعندما تذهب لاستخراج معاملة ما من مؤسسة أو...