التخطي إلى المحتوى الرئيسي

حرر عقلك كي تكون سعيدًا

 








حرر عقلك كي تكون سعيدًا


مقالي في جريدة رأي اليوم 
         
 صدر منذ مدة كتاب الباحث الجامعي ادريس أبركان «حرر عقلك » ، وفي هذا الكتاب يسلط  الكاتب الضوء على كيفية عمل أدمغتنا من خلال عرض دراسات مختلفة تُوضح أننا قابلون للتلاعب من قِبَل الاخرين ، ويشرح أيضاً كيف يمكننا باستخدام أدوات الهندسة العصبية البسيطة أن نغدو أكثر حريةً ورضى عن حياتنا ، ويعتقد المؤلف أنه كلما عرفنا أدمغتنا بشكل أدق كلما ازدادت قدرتنا على استخدامها بشكل فعال ، لاسيما من خلال ترويض البيئة لتلائم احتياجاتنا الشخصية ، وكما يتحدث بإسهاب عن المدرسة  معتبراً أن دورها الحالي لا يتناسب مع علم الجهاز العصبي الحديث .

وفقًاً للمؤلف ، يمكننا جميعاً أن نكون عباقرة ومتميزين ؛ فلكل منّا خصوصيته وهويته وموهبته التي يمكن صقلها بالمعرفة ، ويؤكد  الباحث أننا لا نحتاج إلى البدء بالدراسة مبكرًا ؛ فكل ما هو مطلوب للنجاح هو التعلم بأسلوب جذاب وممتع وعاطفي فكما يقول الرسام الشهير ليوناردو دافنشي «الحب هو مصدر كل المعرفة  » بينما إطاعة  التعليمات والقوانين  ـ كما هو الحال في المدرسةـ  يُؤدي إلى السلبية ، وتقليل فرص النجاح ، وفيما يلي نعرض أهم الافكار الواردة في الكتاب :

 

 أولاً - الازدهار الشخصي والإنتاجية لا يتعارضان :

 

إذا واجهت صعوبة في الذهاب إلى العمل بعد عطلة نهاية الاسبوع ، وتعتبر العمل نشاطاً مزعجاً لكنه ضروري للعيش ؛ فأنت ضحية اشاعة تم تروجيها على نطاق واسع إبان الثورة الصناعية ، فمن الشائع القول إن العمل والسعادة هما عنصران متعارضان  وغالبًا ما يُنظر إلى العمل والإنتاجية على أنهما مرتبطان ببعض أشكال المعاناة  فمثلاً :

·      يستند تصنيف كفاءة الأفراد في العمل على الجهود التي يبذلونها لتحقيق الهدف المطلوب منهم.

  • الجميع مقتنع أنه من الأفضل أن نعمل بجد حتى نستحق عطلة ونتمتع بالاسترخاء بعد ذلك.

·       الحصول على وظيفة ممتعة ومليئة بالشغف وفقًا للكثيرين هو حكر على الفئة المحظوظة في المجتمع بينما الغالبية العظمى من البشر لا يحصلون على الوظائف التي يستحقونها أو يتمنوها.

وهنا لا ينبغي الفصل بين العمل والعاطفة ؛ فالدماغ يعمل بايجابية عندما نحب ما نفعل ؛ لذلك ليس بالضرورة أن يكون كل انسان مُنتج سعيد ، ولكن كل إنسان سعيد هو مُنتج حتماً ؛ فحبك لما تفعله سيؤدي إلى دقة أكبر، وأداء أفضل ، وقدرة  أكبر على  المخاطرة فهذه هي العناصر الأساسية للتقدم ، وتحويل عملك إلى شغف هو قرارك وحدك وإلا سيبقى عملك سبباً للتوتر والملل واليأس .

يقول ليوناردو دافنشي : « امنح نفسك رفاهية حب ما تفعل  « لذلك إذا لم تكن المهمة المطلوبة منك ممتعة عليك أن تجد طريقة لجعلها كذلك ، ولن يكون الأمر أكثر ايجابية فقط بل ستصبح أنت شخصيًا أكثر فاعلية فمثلاً تخيل رغبتك بممارسة الرياضة كل يوم  فإذا اعتمدت فقط على قوة إرادتك فعلى الأغلب سوف تستسلم بسرعة ولكن من ناحية أخري إذا كنت تلعب كرة القدم مع الأصدقاء  فأنت تمارس الرياضة بمتعة فائقة ؛ لذلك يعتبر العمل الجماعي عموماً طريقة جيدة لزيادة الاهتمام بما نفعله وتسهيل التعلم ، وفطرة المنافسة والتميز تحفز البشر على تقديم أفضل ما لديهم في العمل وتركيز جهودهم ورفع إنتاجيتهم  .

 

ثانياً - يعتمد اكتساب المعرفة على الوقت والاهتمام الذي تمنحه لهذه الغاية :

 

إنَّ نظام التعليم في بلادنا يحاول نقل المعرفة الإلزامية إلى جميع الأطفال ، وكأنه برنامج تسمين في صناعة الأغذية ؛ فهو يشبه الى حد ما إطعام الإوز بالقوة ، ولكن النتيجة العملية لهذا التعليم التلقيني أننا ننسى ثماني معلومات من أصل عشر حفظناها  في المدرسة  فنظام التعليم  الحالي يتحكم  في وقتنا ، ولكنه على الأغلب لا يثير اهتمامنا .

يجب أن ندرك أنَّ المعرفة الحقيقية التي يمكن اكتسابها تتناسب مع الوقت والاهتمام الذي نخصصه لعملية التعلم ؛ لذلك من المهم جداً تحسين تقنيات جذب انتباه الطالب وهذا الامر ليس فقط مفيداً للتعليم بل للتجارة فكلما زاد انتباهك لاعلان ما كلما زادت احتمالية شرائك للمعلن عنه.

لتسريع عملية التعلم يجب تبسيط الموضوعات المجردة وجعلها ملموسة وهذا ما تفعله مناهج المدارس في سنغافورة لتسهيل تعلم الرياضيات ، ولا بُدَّ من الاشارة الى أنَّ الانتباه ينجذب بشكل طبيعي إلى ما هو لطيف فأن تكون لطيفاً تنال فائدة تطورية تجلب لك الانتباه ؛ فجذب انتباه الشخص الذي يحميك ويوفر لك الطعام هو أمر ضروري للبقاء على قيد الحياة ، فالأطفال يولدون دون أن يكونوا مستقلين ، وأدمغتهم  لم تكتمل ؛ لذلك لديهم حاجة ماسة لجذب اهتمام آبائهم من أجل البقاء ولحسن الحظ .هم يحققون ذلك بسهولة بسبب منظارهم الطفولية البريئة التي تعطي الرسالة التالية : ( لا تخافوا أنا لست خطيراً اعتنوا بي ( فالفطرة قد أوجدت هذه الحيلة كي تسمح ببقاء الأنواع لكن البشر أدركوا بسرعة امكانية استخدامها لأهداف أخرى. وبالتالي ؛ فإن التسويق الدعائي يستخدم على نطاق واسع هذه الينابيع اللاواعية لجعل المنتجات المخصصة  للبيع بريئة وجذابة كالأطفال ، وضمن هذا النسق :

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

  • لعب جمال شكل أجهزة كمبيوتر Apple  دوراً مهماً في منافسة غيرها من الاجهزة وزيادة مبيعاتها .
  • تم تصميم الروبوتات اليابانية عن قصد بملامح طفوليّة حتى لا تُسبب الخوف أو الرفض .

 ولكن من ناحية أخرى غالبًا ما تُستخدم الرسائل اللطيفة للتغطية على الأخبار المقلقة ؛ فمثلًا تستخدم الصين رسومات ضباط شرطة مبتسمين لإرسال غرامات باهظة الى المواطنين لأنَّ هذا التصميم يجعل العقوبة أكثر قبولاً ، باختصار يمكنك التركيز بسهولة على العناصر اللطيفة لأنها تبدو غير ضارة بالنسبة لك ولكن في المرة القادمة التي تجد فيها نفسك في مثل هذا الموقف ، اسأل نفسك عما إذا كان هناك نظام ما يحاول التلاعب بمشاعرك لتحقيق أهدافه .

 

 ثالثاً - الفشل ضروري للتعلم ، ما لم يتحول إلى عجز مكتسب :

 

إنَّ إنتاج أكثر الاختراعات فائدة وأهمية لم يتم من قبل الأشخاص الأكثر تعليماً وحضوراً والسبب أنَّه كلما ازدادت أهمية المرء اجتماعياً وعلمياً كلما كان الفشل بالنسبة له أكثر تكلفةً على المستوى الشخصي ، ولا يستطيع أن يقول أو أن يفعل أي شيء خوفاً على مكاسبه فهو يحاول أن يكون حذراً بشكل دائم ، لذلك فإن الأشخاص الأكثر قدرة على المخاطرة وإنجاز الأمورهم في الواقع  أولئك المغمورون الذين لا يخافون الخسارة ؛ فالفشل في التعلم  ضروري جدًا للنجاح لأن المبتكر والنافع لا يمكن أن ينجح من المرة الأولى ، وبالتالي كلما ارتكبت أخطاءً أكثر كلما تقدمت أسرع ؛ فنجاح الشركات الناشئة يعود الى مغامرة مؤسسيها وفشلهم مراراً  قبل  أن تظهر مجدداً لتسيطر وكأنها خرجت من العدم.

 يجب ان يُنظر الى حالات الفشل على أنها فرص للتقدم أما من يخاف الخيبة فسيتحول خوفه إلى عجز مكتسب وسيرفض المحاولة مجدداً ؛ ففي الهند مثلاً يقوم مدربو الأفيال بربط أرجل صغار الفيلة بسلك لمنعهم من الهروب ؛ فيتعلم الدغفل بسرعة أنه لا يمكنه فعل أي شيء عندما يكون هذا الحبل معقوداً على قدمه ، ويحتفظ بهذه القناعة حينما يصبح بالغاً ، ولذلك يربط المدربون الأفيال التي تزن عدة أطنان بحبل بسيط ولن تحاول الهرب أبدأ وهذا ما يسمى بالعجز المكتسب ، ولسوء الحظ  فالبشر أيضاً هم عرضة لهذه الظاهرة ؛ فالطالب الذي يحصل على درجات سيئة في كثير من الأحيان يعتقد أنه قليل الذكاء ويتصرف على هذا النحو طوال حياته ، فإن شعرت كالفيلة أن الحبال تكبلك ، فالأمر يعود اليك كي تدرك أن هذه الحبال واهنة.

 رابعاً- تعتبر جميع الأفكار الثورية سخيفة في البداية :

حقيقة أن البشر فانون ويعيشون فترة زمنية قصيرة نسبيًا جعلتهم لا يهتمون كثيراً بتغيير واقعهم بل يعيدون إنتاج ما هو معروف  سواء أكان ذلك أنظمة أو أشياء أو حتى أفكار مجردة ، وهذا التقليد الأعمى يمنح الإنسان حلول ترقيعية أو أنه يتكيف مع الواقع الذي يُفرض عليه ، وفي الحقيقة إن الانسان يصبح  أكثر فاعلية لو فكر في الخروج عن المألوف، والنضال من أجل أن تبدو هذه الفكرة الجديدة جديرة بالاهتمام ومقبولة ، ولسوء الحظ تُثير الأفكار الثورية الخلاقة ردود فعل معادية ، لأنها قد تتعارض مع العادات والتقاليد ؛ فدائماً ما يتم وصم الافكار الثورية بانها سخيفة ثم خطرة وأخيرًا بعد جهد جهيد تصبح واقعاً ، ومن خلال التفكير فيما قد يبدو سخيفاً اليوم ولكنه قد يصبح واضحًا وطبيعيا غداً ، سوف تتجه نحو فكرة خلاقة ؛ فالإنسان يتمسك  دائماً بعاداته و يقاوم التغيير حتى لو سيسهّل حياته ، ومع ذلك تصبح الأفكار الخلاقة ثورية وينال أصحابها الثناء والتقدير ويُخلد ذكرهم .

 

خامساً - اجعل معرفتك مكانية لتتعلم بشكل أكثر فعالية :

الخلايا العصبية عبارة عن حواسيب بيولوجية تُستخدم لإدارة الحركة والهدف الأساسي لكل خلية عصبية هو جعل الإنسان يتحرك للقبض على فريسته أو الفرار من الخطر حتى لا يتحول هو ذاته الى فريسة ؛ ولقياس نشاط الدماغ علينا حساب كمية سكر الجلوكوز الذي يستهلكه ؛ فهو وقود العقل وكلما زاد استهلاكه زاد نشاط الدماغ ، ولتوضيح ذلك تم إجراء التحليلات على أدمغة البشر عند قيامهم ببعض الانشطة كممارسة الشطرنج ، وإجراء العمليات الحسابية ، وصناعة الاطعمة ، ولعب العاب الفيديو مثل "لعبة ستاركرافت" Starcraft II ؛ فأظهرت النتائج بأنَّ الأشخاص الذين استهلكت أدمغتهم معظم الجلوكوز هم لاعبو Starcraft II هذه النتيجة أثبتت أن ألعاب الفيديو ليست نشاطاً عقيماً وهدرًا للوقت ، وفي جانب أخر أظهرت التجارب أن الجراحين الذين يمارسون ألعاب الفيديو هم أكثر فعالية من غيرهم وخصوصاً في الجراحة عن بعد ، لذلك من المنطقي اعتماد بعض العاب الفيديو في المناهج الدراسية لتحقيق العديد من الفوائد .

سادسًا - إن ظهور الذكاء الاصطناعي يدفع للاختيار بين الإنسانية المعززة أو التكيف الأفضل مع أساليب التعلم :

إن التطورات الحاصلة في مجال الذكاء الاصطناعي مدهشة فقد تمت برمجة الانسان الآلي للفوز بالألقاب ضد الإنسان ، وأصبح  يتفوق علينا في الحساب الذهني والثقافة العامة والأعمال التي تتطلب التكرار ، وتسارع تطور الذكاء الاصطناعي دون أن يعرف أحد الى أي مآل سينتهي هذا التطور ، وخطره على البنية الاجتماعية التقليدية كالأسرة والزواج .

 تحكم الرأسمالية العالم ، وهي تركز فقط على أثر الذكاء الاصطناعي على المنظومة الاقتصادية التي تتحكم بها كأن يُلغي الذكاء الاصطناعي ملياري وظيفة يشغلها البشر ، وقد قادت هذه الفكرة رجل الأعمال إيلون ماسك إلى اعتبار الذكاء الاصطناعي أكبر خطر تواجهه البشرية ،هناك مساران مفتوحان أمام البشر لمواجهة هذا الخطر :

 

 

 

 

 

 

 

 

تحسين الإنسان بواسطة الآلة : زيادة ذكاء الانسان عن طريق زراعة الشرائح الالكترونية ، وبذلك يستفيد الانسان من قدرات جديدة وسيصبح أكثر كفاءة  وفاعلية ؛ لينافس الذكاء الاصطناعي ، وهذا السيناريو هو الأكثر دراسة في الوقت الحالي فقد حدد  العلماء  عام 2029  كبداية لاستعانة الإنسان الكائن البشري بشكل من أشكال المؤازرة الرقمية الجزئية ، أما لحظة التحول الثوري العميق والشامل فستحصل بحسب التوقعات عام 2045 ؛ أي لن يبقى بمقدور الإنسان التعامل مع بيئته من غير قدرات رقمية وتكنولوجية.
تعمل شركة غوغل ، وهي من أكثر الشركات الدولية ريادة في مشاريع ما بعد الإنسانية على عدة اختراعات لهزيمة الشيخوخة والمرض وتطوير الكائن البشري ، ومن خلال الاندماج الكلي بين الإنسان والحاسوب ، ولكن يمكن أن يؤدي هذا لوقوع البشرية في "cyberpunk" ، أي في مجتمع يتم فيه حجز أفضل الشرائح الالكترونية وأفضل القدرات للأشخاص الذين يملكون الأموال ومن يتبوءون أرفع المناصب ، وجنود الدول المصنعة.

 

تكييف التكنولوجيا مع البشر : هذا المسار هو أقل جاذبية لأنه يتطلب اكتساب المزيد من المعرفة بطريقة طبيعية ؛ ضمن عملية طويلة وصعبة ومملة في كثير من الأحيان ومع ذلك ، فإن هذا  المسار يحترم إمكانية التحسين المستقبلي للذكاء البشري ، إلا أنه  لن يكون ممكنًا إلا إذا وجد الناس طريقة أسرع للتعلم ونشر المعرفة ، وأن تصبح مشاركة المعرفة سريعة ومتاحة وممتعة أيضاً ، تمامًا  كفن طهي الطعام ، بهذه الطريقة ، يمكن للجميع الاستفادة ، وبالتالي سيكون هناك طهاة للمعرفة ينقلون المعارف بشكل واسع للآخرين ، وبطرق خلاقة يمكن استيعابها بسهولة ، وعندها يمكن تبديد مخاطر وسراب الإنسانية المعززة بشكل عملي .

النتيجة التي يجب الوصول اليها :  يجب أن  يجد الانسان طريقة ما كي يحب عمله لان ذلك سيجعله أكثر كفاءة ورضى عن حياته ويجب أن لا يخاف من الفشل كونه ضروري للتعلم والنجاح ، والبحث عن الافكار الثورية مهم جداً للتطور حتى لو أثار الأمر حفيظة البعض في البداية ، ويجب على الانسان تعزيز معرفته ؛ فمن المهم أن تعمل الحكومات العربية على تحسين مناهج وطرائق التعليم لمواجهة التطور الهائل في مجال الذكاء الاصطناعي قبل فوات الاوان ؛ فأساليب التعلم ستحدد المسار الذي سوف تسلكه البشرية  للتعامل مع التقدم  التكنولوجي الكبير الذي سوف يسود في المستقبل القريب .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سي السيد و معركة ميلانو

سي السيد و معركة ميلانو مقالي في موقعي اخبار الاردن واحداث اليوم - الصورة منقولة  عذرا، فقبل البدء وكي لا أُتَّهم بالتحامل ،   أ نا لا أتكلم عن كل الرجال ولكن أقصد شريحة معينة إ سترعت إ هتمامي و إ ستفزت قيم الشرقي   فكان لا بد لي من ال إ شارة إليها من باب الحرص لا النقد. لاشك بأنَّ الثقافة المجتمعية والمعيشية تتغير مع متطلبات العصر، لكن لكل أُمَّة عادات ومبادئ يجب أ ن لا تُهدم بمعول الحداثة ولا تُداس بحذاء من يدًّعي محاربة التخلف.   أ ثناء معركة الفجر بين النور و أ خر بُقع الظلام في شارع (كورسو بينس آ يرس) في مدينة (ميلانو) ، ر أ يت إمرأة إ فرنجية في العقد الرابع من عمرها   تخوض معركة طاحنة غير معركة النور والظلام بل معركة لقمة العيش   كموظفه فها هي بدأت عملها بمعالجة   إ نسداد (منهل) للصرف الصحي ، ولا أ علم لماذا تذكرت وأنا أنظر بدهشة إ ليها   رائعة الكاتب المبدع   نجيب محفوظ   بين القصرين .   و أ عتقد جازما أن أغلب الرجال الذين شاهدوا أ و تصفحوا رواية نجيب محفوظ الشهيرة   ، أُعجبوا بشخصية سي السيد و أ...