التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

الحرب الروسية الأوكرانية : حسابات الربح والخسارة

  الحرب الروسية الأوكرانية : حسابات الربح والخسارة قبل الحديث عن نتائج انتصار أو هزيمة روسيا في المعركة المستعرة والتي تدور رحاها على الأراضي   الأوكرانية ، وتمتد تداعياتها لتطال العالم بأكمله ؛ من المنطقي التفكير في المدة التي سيحتاجها كل طرف لتحقيق أهدافه أو لقبول الواقع الجديد سواء كان نصراً أو هزيمة لهذا الطرف أو ذاك. العمليات العسكرية مستمرة بوتيرة متسارعة ؛ فالقوات الروسية تتقدم ، والقوات الأوكرانية تتراجع وتدافع ، وحلف الناتو يكتفي حالياً بتسهيل إمداد القوات الأوكرانية بالأسلحة الفردية بما فيها مضادات الدروع ومضادات الطائرات السمتية ، وأجهزة الإتصالات والتشويش ؛ بغية اعاقة تقدم الجحافل الروسية وضرب وحدات الإسناد والإمداد ، وشن هجمات محدودة خلف الخطوط الروسية ، وكما تلجأ القوات الأوكرانية أحياناً الى تخريب الطرق والجسور ، وبذلك فأن إستراتجية القوات الأوكرانية وحلفائها تسعى الى إبطاء تقدم القوات الروسية وتكبيدها أكبر عدد من   الخسائر البشرية دون الدخول في مواجهة شاملة ، وتتلخص النتائج المرجوة من هذه الإستراتجية بالأتي : 1-     عدم إقحام القوات الأوكرا...
آخر المشاركات

الى أبي في ذكرى رحيله الأولى

    الى أبي في ذكرى رحيله الأولى   كم من كريمٍ ارتحلَ ولم ترو سيرته الكتبُ عزيزٌ فارق الدنيا وهانت له الألقابُ والرتبُ ما خبى نور القلبِ والبدرُ لا تخفيه الكُرَبُ المناقبُ باتت تبكيه والزهرُ يرثيه والسحبُ شذى الطيب أَفُلَ وغدا صدى فقده يحتسبُ كم من غريبٍ بين ذويه مع أفكاره ينسحب حامت حوله النوائبُ ولونت عينيه الشهبُ كم علا كعباً وحسناً وجَمَّلت وجنتيه الحقبُ بانت مكارمه وسماً وأطفأ خصومته الأدبُ باتت غربته وطناً والمأوى يشتهيه ويقترب كم من غريبٍ بين ذويه مع أفكاره ينسحب                                   

نجم الاتجاه المعاكس وديمقراطية الحوار

  نجم الاتجاه المعاكس وديمقراطية الحوار    كم اشفقت على الرئيس الفرنسي حين صفعه أحد مواطنيه وحين رجمه أخر بالبيض ، ولكنه تحمل ذلك ولم يتجه مسرعاً نحو هذا أو ذاك بغية الثأر لنفسه بل واصل جولته بكل ثقة . اما نحن العرب ؛ فلم نجد مساحةً أو وسيلةً للتعبير عن غضبنا أو عن أفكارنا حتى في وسائل الإعلام ، والتعبير ليس بالضرورة أن يكون صفعةً توجه لهذا أو ذاك أو أن نضحي بثمن بيضة تمثل وجبة لفقير في زمن التضخم وجنون الأسعار.                               في عصر الاحتجاجات والمظاهرات تطورت أساليب تأليبها وتوجيهها تزامناً مع أساليب وأـدها حتى أن هذه الأساليب والأفكار تفوقت على جستاف لوبون ، فصار كتابه سيكولوجية الجماهير تراثاً ؛ كحال السيوف والرماح التي تسكن رفوف المتاحف وتُزين بها جدران البيوت ومحلات التحف .                       ...

حرر عقلك كي تكون سعيدًا

  حرر عقلك كي تكون سعيدًا مقالي في جريدة رأي اليوم              صدر منذ مدة كتاب الباحث الجامعي ادريس أبركان « حرر عقلك » ، وفي هذا الكتاب يسلط   الكاتب الضوء على كيفية عمل أدمغتنا من خلال عرض دراسات مختلفة تُوضح أننا قابلون للتلاعب من قِبَل الاخرين ، ويشرح أيضاً كيف يمكننا باستخدام أدوات الهندسة العصبية البسيطة أن نغدو أكثر حريةً ورضى عن حياتنا ، ويعتقد المؤلف أنه كلما عرفنا أدمغتنا بشكل أدق كلما ازدادت قدرتنا على استخدامها بشكل فعال ، لاسيما من خلال ترويض البيئة لتلائم احتياجاتنا الشخصية ، وكما يتحدث بإسهاب عن المدرسة   معتبراً أن دورها الحالي لا يتناسب مع علم الجهاز العصبي الحديث . وفقًاً للمؤلف ، يمكننا جميعاً أن نكون عباقرة ومتميزين ؛ فلكل منّا خصوصيته وهويته وموهبته التي يمكن صقلها بالمعرفة ، ويؤكد   الباحث أننا لا نحتاج إلى البدء بالدراسة مبكرًا ؛ فكل ما هو مطلوب للنجاح هو التعلم بأسلوب جذاب وممتع وعاطفي فكما يقول الرسام الشهير ليوناردو دافنشي « الحب هو مصدر كل المعرفة   » بينما إطاعة   التعليمات والقوانين ...

سبحة أبي

    سبحة أبي مقالي في جريدة ٍرأي اليوم  سبحة أبي لا أعلم كيف رُبط التدين بالسبحة وكيف تجسد هذا الربط في وجدان ثقافتنا ، ولكن بعد التحري تبين أن تاريخ السبحة ممتد الى عصر السومريين ، أما عن انتشارها بين العرب فالبعض نسبه للصوفيين في حين أن بعض التيارات الإسلامية اعتبرها بدعة . للسبحة قيمة معنوية تفوق قيمتها المادية ؛ ولكن هذا لم يمنع المبذرين من استخدام نفيس الجواهر والذهب لصناعتها إلا أن القيمة المعنوية تبقي هي الأثمن في عالم السبح والزهد .   كبار السن هم الأكثر استخداماً للسبح وغالباً ما يستعملونها وقد تبدو أحياناً من أهم مقتنياتهم ، لكن هذا الأمر ليس قاعدة ؛ فالبعض يستخدمها ليقود فرقة الدبكة وحين يلوح بها يدرك الحاضرون أنه قائد الدبكة وضابط ايقاعها.   كان أبي ــــــ رحمه الله ـــــ   يواظب على استخدام السبحة ويحرص كل الحرص عليها ؛ فهو لا يسمح لأحد أن يمسك بها ، وكنت أشخص حالته من صوت خرزات سبحته ، فإن كان صوت ارتطامها ببعضها قوياً ومتتابعاً أدرك أن مزاجه قد تعكر ،   أما إن كان صوت ارتطام تلك الخرزات متناسقاً ومنخفضاً أستنتج أنه مرتاح الب...