التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

سحر التأثير التراكمي

سحر التأثير التراكمي مقالي في جريدة رأي اليوم  يُعرَّف التأثير التراكمي أو التأثير المركب على أنه : الظاهرة التي تساهم بها الأفعال الصغيرة المتكررة بانتظام على مسار حياتنا على المدى الطويل ؛ فكلما تكررت هذه الإجراءات كلما تراكمت آثارها أضعافًا مضاعفة ، وهو ما يسمى أيضًا بتأثير كرة الثلج .  يقدم الكاتب دارين هاردي في كتابه الشهير التأثير التراكمي The Compound Effect ) ( مثالاً أو مقارنة بين ثلاثة رجال ( لاري وبراد وسكوت ) وهم أصدقاء طفولة وفي نفس العمر ويعيشون في نفس الحي ومتزوجون ويتمتعون بصحة جيدة ولديهم دخل مريح ، لاري يحب عاداته ويفعل الاشياء نفسها يومياً ، سكوت قرر أن يحارب روتينه وأن يحد من زيادة وزنه ؛ فبدأ بإزالة الوحدات الحرارية من نظامه الغذائي ، وبممارسة الرياضة ثلاث مرات أسبوعياً ، وقرر الاستماع إلى بودكاست مدته نصف ساعة صباحاً خلال طريقه إلى العمل ، وأن يقرأ أيضًا عشرة صفحات من كتاب قبل النوم ، أما براد فهو مولع بالأجهزة وكانت أخر مقتنياته تلفازاً كبيراً اشتراه وقام بتركيبه في غرفة المعيشة كونه اعتاد الجلوس على أريكته لمشاهدة قناته الرياضية المفضلة . م...

غسيل نتنياهو المتسخ

  غسيل نتنياهو المتسخ     مقالي في موقعي ( أحداث اليوم ، أخبار الاردن الصورة منقولة ) كم أشفق على الجاحظ وهو يكتب البخلاء ؛ في بلاد وُصف أهلها بالكرم والجود والسخاء ، وخلدوا أصحاب هذه المناقب ؛ فلم يجد إبن بحر إلا المسكينة ليلى الناعطية ؛ فكتب عن ترقيعها لقميصها ، و معاذة العنبرية التي تمارس ما نسميه اليوم التدبير المنزلي ، إلا أن الجاحظ سبق المبدع شكسبير حين وثّق قصص البخلاء الهزلية التي تفوقت على تاجر البندقية ، رغم ذلك كلاهما لم يعاصر هيتي غرين الملقبة بساحرة وول ستريت الشريرة ، والتي خلفت ثروة قيمتها : (2.3). تريلون دولار حسب وقتنا الحاضر، ومع كل تلك الثروة كانت ترتدي نفس الملابس السوداء طوال حياتها.           قد تُفاجئنا تصرفات البخلاء حين نراها أو نسمع عنها ؛ كرؤية شخص ما يزن كل المعلبات على الرف في المتجر ؛ ليجد العلبة الأكثر وزناً فيشتريها , وراكب الطائرة الذي يجمع بقايا الطعام عن طاولات الركاب ليؤمن طعامه لعدة أيام , لكن كيف تصدر هذه التصرفات عن الممثل الأول لدولة ؟ .      فيُصدر قراراً لمؤسسات دولته بضم الضف...

رحمك الله يا أبي

  رحمك الله يا أبي رثاء أبي ( منشور في موقع أحداث اليوم مع الصورة ) وجهٌ أخر كان لأبي ، نعمةٌ وجه أبي إنتظار نصرٍ ، وحلمُ عودةٍ لا ينتهي صلاةٌ وترتيلُ آياتٍ ، ودعواتُ النجي استغفارٌ وتسبيحٌ ، وثناءٌ على النبي ونشرةُ الأخبار ، ذاك كان فجرُ أبي جنديُ الكرامةِ ، ومحب الجيش الأبي الفلاحُ ، سليلُ الكرامِ الجوادُ النقي عاملُ الشقاءِ الطيب ؛ لو فداه دمي سَقَى الترابَ عَرقُه ، ومنه كان يرتوي آه من لمسةٍ تَجسُ نبضَ عنقٍ لا ينحني ومن دموعٍ ابنٍ على صدرك كان يرتمي ومن غضبي عليه بجوارك كان يحتمي وحديثٍ عن طفولتك ، وعن الشيخ التقي وعن قطافِ الزيتون ، وذكرى حبك الأولِ وأسوار القدس والكنيسة ، وكرامات الولي وعن الهجران والآسى ، وعن الرفيق الوفي وعن عرسك وأمي التي بها الآن ستلتقي

اقتصاد الانترنت وسيطرة الأربعة

  مقالي في جريدة  رأي اليوم الصورة منقولة  اقتصاد الانترنت وسيطرة الأربعة احتلت مؤخراً أربع شركات كبرى موقع الصدارة في الإقتصاد العالمي وهي تُؤثر في مختلف نواحي الحياة الحديثة سواء كانت   اجتماعية أو اقتصادية   أو حتى ثقافية وعلمية ؛ وهذه الشركات هي أمازون وأبل وفيسبوك وغوغل ومن الممكن إضافة ميكروسوفت لهذه الشركات الأربعة . البشر يظنون بأنهم يعرفون هذه الشركات كلها أو على الأقل بعضاً منها ، لكن هذا الظن لا يغنى من الحق شيئاً ، فحقيقة هذه الشركات الأربع مختلفة كثيراً عن الصورة البراقة الظاهرة للعيان ؛ فالهوية الصحيحة لهذه الشركات العالمية تستند على النهم والسعي الى الهيمنة المالية والاجتماعية والثقافية ، وهذه النتيجة الخطيرة خلص إليها المؤلف الأميركي سكوت غالاواي في كتابه الشهير الأربعة الصادر في عام   «2017» ، وقد لخص الكاتب استراتجية كل شركة من الشركات الأربعة والتي أطلق عليها تسمية الفرسان الأربعة كالآتي : 1-       أمازون : هي ببساطة أكبر متجر في العالم وقد ركزت على حاجة الإنسان الدائمة للمزيد : أي النهم الاستهلاكي المتزايد...