نجم الاتجاه المعاكس وديمقراطية الحوار كم اشفقت على الرئيس الفرنسي حين صفعه أحد مواطنيه وحين رجمه أخر بالبيض ، ولكنه تحمل ذلك ولم يتجه مسرعاً نحو هذا أو ذاك بغية الثأر لنفسه بل واصل جولته بكل ثقة . اما نحن العرب ؛ فلم نجد مساحةً أو وسيلةً للتعبير عن غضبنا أو عن أفكارنا حتى في وسائل الإعلام ، والتعبير ليس بالضرورة أن يكون صفعةً توجه لهذا أو ذاك أو أن نضحي بثمن بيضة تمثل وجبة لفقير في زمن التضخم وجنون الأسعار. في عصر الاحتجاجات والمظاهرات تطورت أساليب تأليبها وتوجيهها تزامناً مع أساليب وأـدها حتى أن هذه الأساليب والأفكار تفوقت على جستاف لوبون ، فصار كتابه سيكولوجية الجماهير تراثاً ؛ كحال السيوف والرماح التي تسكن رفوف المتاحف وتُزين بها جدران البيوت ومحلات التحف . ...